رنات إسلامية
انتشار الأمراض المعدية

انتشار الأمراض المعدية

◂ تاريخ النشر : 2010/7/25
◂ مرات القراءة : 9302
◂ حجم المقالة : 7203 بايت
صوت للمقالة
أخبر صديقك
◂ التعليقات (0)

تصغير تكبير

انتشار الأمراض المعدية
انتشار الأمراض المعدية. معظم الأمراض المعدية أمراض سارية؛ أى تنتقل من شخص إلى آخر. وفي بعض الأحيان، يكتسب أحد الأمراض المعدية قدرة عالية على العدوى والانتشار في المجتمع. وتسمى هذه الحالة وباء.
وعندما يحدث الوباء في عدة أماكن من العالم في آن واحد، فإنه يسمى جائحة. وقد حدثت جائحة في شتاء (1918-1919م) عندما انتشرت الإنفلونزا في العالم وقتلت حوالي 20 مليون نسمة. وبعض الأمراض المعدية توجد دائمًا في منطقة جغرافية معينة، ويقال عن هذه الأمراض أنها متوطنة. فالملاريا مثلاً، متوطنة في أجزاء كثيرة من إفريقيا.

وتنتشر الأمراض المعدية بثلاث طرق رئيسية، هي: 1-الإنسان 2- الحيوان 3- المصادر غير الحية.

عن طريق الإنسان. تنتشر العديد من الأمراض المعدية الشائعة عن طريق الاتصال بشخص مصاب. وهذا الاتصال يحدث عادة من خلال السعال أو العطس، اللذين ينشران رذاذًا دقيقًا قد يكون محتويًا على الممرضات. فإذا استنشق المحيطون هذا الرذاذ تنتقل الممرضات من الشخص المصاب إلى الشخص السليم. والأمراض التي تنتشر أساسًا عن طريق السعال والعطس تشمل نزلات البرد والإنفلونزا والحصبة والنكاف والالتهاب الرئوي والدرن والسعال الديكي.

تنتقل بعض الأمراض عندما يتلامس الشخص السليم تلامسًا مباشرًا بمنطقة مصابة في جسم شخص آخر. وبعض الأمراض الجلدية مثل البثور والقوباء تنتشر بهذه الطريقة، وأيضًا الأمراض التناسلية التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بشخص مصاب.
وفي معظم الأمراض السارية، يكون الشخص المصاب معديًا خلال فترة محددة فقط من المرض. وتتراوح فترة الانتقال هذه بين بضعة أيام من المرض وعدة شهور أو سنوات. فمثلا فترة انتقال الحُماق هي أسبوع واحد تقريبًا، ابتداء من اليوم السابق لظهور الطفح الجلدي وحتى اليوم الذي تتحول فيه آخر قرحة إلى قشرة. ولكن فترة الانتقال بالنسبة لمرض السيلان تستمر طوال مدة وجود البكتيريا داخل جسم المصاب.

يحمل بعض الناس الكائنات المعدية داخل أجسامهم دون أن تظهر عليهم أي أعراض للمرض. وتحدث العديد من حالات الديفتيريا (الخناق) والسيلان والالتهاب الرئوي والتيفوئيد (التيفية) من خلال الاتصال بمثل هؤلاء الأشخاص الحاملين للميكروب. لذلك فإن اكتشاف وعلاج حاملي الميكروب مهمان في مكافحة هذه الأمراض.

عن طريق الحيوان. تنقل الحشرات بعض الأمراض الجلدية المعدية الأكثر فتكًا، فالبراغيث والبعوض وغيرها من الحشرات التي تتغذى بالدم، تنقل العديد من الأمراض الخطيرة. وهذه الكائنات الماصة للدم تنقل العدوى بطريقة معقدة. فعندما تتغذى مثل هذه الحشرة بدم إنسان أو حيوان مصاب، فإنها قد تأخذ في نفس الوقت بعضًا من الأحياء المجهرية المسببة للأمراض. وتتكاثر الممرضات داخل جسم الحشرة. وهكذا تنتشر العدوى إذا قامت الحشرة بلدغ شخص سليم وحقنت بعضًا من الممرضات في مكان اللدغة. فالبعوض ينقل الالتهاب الدماغي والملاريا والحمى الصفراء بهذه الطريقة. وبنفس الأسلوب، تنقل البراغيث الطاعون الدبلي، ويحمل القمل التيفوس. وكذلك فإن القراد، وهو حيوان يتغذى بالدم شبيه جدًا بالحشرات، ينقل تيفوس القراد ومرض لايم بالطريقة نفسها.

وينتقل عدد قليل من الأمراض المعدية بالاتصال المباشر بالثدييات والطيور المصابة. ولعل أشهر مثال على ذلك هو داء الكلَب الذي ينتقل من خلال عضة حيوان ثديي مصاب. ويصاب الناس بمرض التولاريمية أو حمى الأرانب من خلال التعامل مع الأرانب والسناجب المصابة. وبالمثل، فإن الببغائية التي تعرف أيضًا باسم حمى الببغاء، تنتقل إلى البشر من خلال الاتصال المباشر بالطيور المصابة.

عن طريق مصادر غير حية. تستطيع بعض الممرضات أن تعيش لفترات طويلة على أشياء غير حية. ويمكن لهذه الأحياء المجهرية أن تنتقل عن طريق الثياب والملاءات والأدوات المنزلية وسائر الأشياء التي يستخدمها المصاب. وتنتشر بعض الإصابات البكتيرية أحيانًا بين مرضى المستشفيات عن طريق الأشياء الملوثة.

وتنتقل بعض الأمراض المعدية عن طريق مياه الشرب. فمرض الإسهال، على سبيل المثال، قد ينتشر انتشارًا واسعًا إذا تلوثت مياه الشرب العمومية بمياه الصرف غير المعالجة. وفي المناطق ذات المستوى الصحي المنخفض، يمكن أن تحمل مياه الشرب غير النقيــة الممرضات المسببة للكوليرا وحمى التيفوئيد.

وبالمثل فإن الأغذية الملوثة أيضا تنقل الأمراض المعدية. وكما سبق الذكر، يمكن للأغذية الملوثة بالسموم أن تؤدي إلى التسمم الغذائي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن لحم الخنزير قد يحتوي على ديدان تسبب داء الشعرينات، ولبن البقر غير المغلي قد يحتوي على البكتيريا المسببة للدرن البقري والحمى المتموجة في الإنسان. وبفضل البسترة، وهي عملية قتل البكتيريا الموجودة في اللبن، أصبح هذان المرضان غير شائعين في معظم الدول الصناعية.
والله اعلم.
الكلمات المفتاحية :
التعليقات تخص صاحبها ولا تخص ادارة الموقع
من متواجد الآن
83 متواجد (4 في معلومات وبحوث)

عضو: 0
زائر: 83

المزيد
x